معهد الإصلاح ليس مؤسسة عقابية ، بل إصلاحية تستقبل الأحداث المخالفين للقانون من عمر سنتين إلى ثمانية عشرة سنة ويؤمّن لهم الرعاية الشاملة.المهمّ أنّ أبواب الإصلاحية مفتوحة وللحدث كامل الحرّيّة في البقاء أو المغادرة.العمل في الإصلاحية لايقتصر على التعليم المهني أو المدرسي بل على تقويم السلوك، لذلك فإذا كانت الحياة سبباً لوصول الحدث إلى الإنحراف ؛ يعمل الأخصائيون على تعريفه إلى نوع حياة جديدة.
من أهمّ المؤسسات الإجتماعية التي تعنى بالإهتمام بالأحداث المنحرفين هي المؤسسة الإنجيلية، تأسست سنة ١٩٩٩ وهي تضمّ حوالي ٧٠ طفل، أتوا من مكتب المدّعي العام أو من محكمة الأحداث وذلك بعد القبض عليهم في الشوارع।
هدف مركز الاصلاح
الهدف من عمل هذه المؤسسة هو تأهيل الطفل المنحرف وذلك ضمن برنامج واضح: في فترة قبل الظهر يتابعون الأطفال دوام مدرسي وبعدها يقومون ببرامج تربوية من ألعاب وأفلام إلى توجيهات وغيرها.إضافةً إلى التأهيل المهنيّ للتسّلح ضدّ حياة الشارع.إذ أنّ الأخصائيّون يؤكّدون أنّ حياة الشارع هي التي أوصلت هؤلاء الأحداث إلى الإنحراف ، علماً أنّ أكثريّة هؤلاء الأطفال ليس لديهم هويّات.
هذه المؤسسة تسجّل نسبة نجاحات عالية، فحَسب ما يؤكدّه السيد جان صقر رئيس المؤسسة، هناك حوالي ٧٥٪ من الأطفال الذين بلغوا الثالثة عشر من العمر وجدوا فرص عمل جيّدة وتحسّن وضع حياتهم।في حين أنّ هناك ٢٥٪ من الحالات الغير ناجحة التي عاد فيها الحدث الى الشارع من جديد.
ما بقا عيدا
شهادات الأطفال وأهاليهم، تؤكّد أنّ حياة الحدث المنحرف في الإصلاحية هي أشرف بكثير من عيشته في الشارع।
على سبيل المثال سيّدة اضطرت لإرسال إبنها الى الشارع للتّسوّل بسبب وضعها الماديّ السّيّئ. فقُبِض على هذا الأخير بتهمة السرقة وحُوِّلَ إلى معهد الإصلاح.بدايةً عارضت الأمّ الوضع، لكن الآن وبعد مرور شهرين على وجود إبنها في الإصلاحية فهي تقول:" أصبح إبني صادقاً مع نفسه وصريحاً.بعد أن خسرته بسبب عيشة الشارع الآن أراه يكبر بكرامة من جديد."
أمّا إبنها فيقول:" أريد ان أشتغل وأعود إلى المدرسة، تعلّمت التعامل مع الناس وعرفت أهمّيّة كرامتي"." لو بفحّم من العطش وبموت من الجوع ما بقا عيدا".
يتّسع معهد الإصلاح بين ٨٠ إلى ١٠٠ حدث ، في حال لم يكن هناك مكان في معهد الإصلاح ينتقل الحدث إلى جناح الأحداث في رومية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك حاليّاً ٣٥ طفل فقط في الإصلاحية بسبب الوضع الإقتصادي السّيّئ.
إذا كانت الإصلاحية تؤهل الأحداث وتساعدهم على بناء حياة جديدة.ما هي حالة سجن الأحداث؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire