حرية السجن أفضل من قضبان الشارع

jeudi 21 janvier 2010

عمالـة الأطفـال فـي لبنـان مشـكـلـة قـديمـة ومأسـاة مسـتـمـرة


عمالة الاطفال مشكلة قد تكون مستعصية في لبنان، فكل المحاولات التي حصلت لمعالجتها فشلت. وقد يكون هذا الموضوع من ابرز المشكلات التي يعانيها لبنان بعد الحرب، اطفال يركضون لاهثين متسابقين على مسح زجاج السيارات، او بيع العلكة، او قناني الماء البارد، او اليانصيب، او الشحاذة... ولا من يسأل.
ثمة منظمات، او تنظيمات، "تضمن" هؤلاء الاطفال وتستغلهم، وكأنهم "اطفال استثمار" لجني الارباح، وثمة اهل يجنون "على الراس"، ويدفعون بأولادهم الى "العمل" على تقاطع الطرق والمستديرات لجمع غلة يعودون بها ليلا الى المنزل، واذا لم تكن وافرة، فالويل والثبور وعظائم الامور.
والاطفال، شبه العراة، يندفعون حفاة بين السيارات وعجلاتها، ولا من يسأل ولا من يهتم، ولا من يردع، ولا من يتصدى لمعالجة المشكلة الممعنة في التفاقم.
"ان وجود الاطفال في الشارع هو من اسوأ ما يمكن ان يصيب الطفولة في وطن يؤمن بالحرية وبكرامة الانسان"، وطبعا بحقوق الانسان الطفل।
وزيرة العمل ميشال موسى

هذا ما اعلنه وزير العمل آنذاك ميشال موسى في مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة 8/10/1999 عن "خطة اطفال الشوارع". وقال ان "هذه الحملة بدأت فعلا صباح الاثنين (4/10/1999) من دون الاعلان عنها، اذ بدأ نقل هؤلاء الاطفال في عملية مستمرة، من الشوارع الى مركز استقبال وتأهيل في الكحالة.
وكانت الخطوة الاولى تغطي بيروت الكبرى لتعود وتتسع في المستقبل.
وأمل موسى "من المواطنين كافة الاتصال بأي مخفر لقوى الامن الداخلي او بالرقم ،112 من اجل الابلاغ عن أي حال شاذة تتعلق بطفل او بمجموعة اطفال".
منذ قرابة عامين وهذه الخطة قيد التنفيذ، ولم نر لها اي نتيجة. اعداد هائلة من الاطفال يجوبون كل لبنان للتسول او لبيع العلكة واليانصيب وغيرهما.
واخيرا، تبنت وزارة الداخلية مشروع منظمة العمل الدولية لمكافحة عمالة الاطفال ورعايتهم وتأهيلهم تربويا ومهنيا، وضمان عدم عودتهم الى الشوارع. ويتوقع اطلاق هذا البرنامج في 16 ايلول الجاري، وهو يهدف الى حماية الاطفال الذين يعملون في اماكن خطرة على صحتهم، او اولئك الذين يتسوّلون في الشوارع، وتأهيلهم عبر برامج خاصة تضمن لهم مستقبلا جيدا، آمنا وبعيدا عن كل الاخطار.
وفق التقديرات الحديثة لمنظمة العمل الدولية، يعمل في البلدان النامية نحو 120 مليون طفل بدوام كامل، ويرتفع هذا العدد الى 250 مليونا بالنسبة الى الاطفال العاملين بدوام جزئي ويؤدون احيانا اعمالا خطرة ومضرة بصحتهم.
ان الاوضاع في لبنان ساءت كثيرا عما كانت عليه قبل الحرب، اذ نتج تدهور عام في المستوى المعيشي، اضافة الى تفكك الاسرة التي اضطرت الى ارغام اولادها على القيام بأي عمل، شريطة تأمين معيشتهم واعالة انفسهم، حتى لو كان هذا العمل التسول في الشوارع، او أسوأ من ذلك احيانا।
برنلمج منظمة العالم الدولية

ولان المشكلة تتفاعل يوما بعد يوم، كان لا بد قبل منتصف ايلول من الاطلاع على خطة العمل قبل بدء تنفيذها. ومن هنا، كان اللقاء مع المسؤولة عن البرنامج في لبنان في منظمة العمل الدولية السيدة حياة عسيران، التي عرضت خطوات المشروع في شكل مسهب: الاسباب التي دفعت بالاطفال الى الشارع او العمل، القطاعات التي تساهم في انجاح المشروع، المحافظات التي يغطيها، برنامج المشروع، اهدافه.
بدأت السيدة عسيران بتعريف المشروع بأنه:
"البرنامج الدولي للقضاء على عمالة الاطفال" او
International I.P.E.C. Program for the Elimination of Child Labour.
ويهدف المشروع الى انشاء وحدة متكاملة لمكافحة عمالة الاطفال، وقد بدأ التحضير له في شهر تشرين الثاني ،2000 وسينفذ في منتصف ايلول الجاري". وبعد الدراسات الطويلة والمعمقة عن هذا الموضوع، رأت ان "مشكلة عمالة الاطفال كبيرة، ولا يمكن حلها بسهولة، وسنبدأ معالجتها من الجذور، أي من الاسباب التي دفعت بالاطفال الى سوق العمل في سنّ مبكرة".


النهار 5 أيلول 2001
www.mafhoum.com

1 commentaire:

  1. فعلاً ليا لقد وضعت الإصبع على الجرح... تحقيق رائع

    RépondreSupprimer